المساحة الأرضية (Land Surveying):-
المساحة الأرضية هي ذلك النوع من المساحة الذي يوظف عددًا من العلوم والتَّقنيات المساحية من فروعها المختلفة وخاصة تلك المخصصة للمساحة المستوية من أجل إنجاز أعمالٍ مساحية أظهرها ما يتعلَّق بقطع الأراضي الخاصة والعامة رفعًا على الخرائط وتوقيعًا على الأرض. ومن أعمالها المساحية تحديد حدود الأراضي، ومواقعها، وتقسيمها، وضمُّها، مع ما يتعلَّق بذلك من حقوق، ومنها المشاركة في تصميم وبناء المشاريع الهندسية المختلفة كالطرق، والسدود، والقنوات، والمطارات....
ومكمن الخلل في فهم النَّاس لتخصص الهندسة المساحية هو تصوُّرهم له من خلال بعض تطبيقات المساحة الأرضية فقط، لما يرونه من بعض أجهزتها التي تُنصب على حواف الطرقات لتنفيذ بعض القياسات عن طريق المسافات والإحداثيات الأفقية والرأسية، ولما يرونه من هذه الأجهزة في بعض المشاريع الهندسية حولهم. وهذا تصوُّر منقوص أضر بهذا التخصص المهم جدًّا أيّما إضرار كما سبق أن أشرنا في تعريفه العام.
ولو قال قائل: لماذا جعلت هذا النوع من المساحة قائمًا بذاته ولم تدرجه ضمن الفروع المختلفة التي ذكرتها؟ قلت: العلة في الترجمة فالـ Land Surveying لا تُترجم إلى المساحة الأرضية لأن كلمة الأرضية أوسع من المقصود هنا؛ ولأنَّ معناها قد يوحي بأنَّها تقابل المساحة الفضائية أو السماوية مثلاً؛ ولكن فضلنا المألوف من الاسم على أن نأتي بغير المألوف كالمساحة البلدية نسبة إلى بلد ما، أو المساحة العقارية نسبة إلى العقار من الأرض عندما يراد إنجاز أعمال مساحية على هذا المستوى من التفصيل.
هذا أمر، والأمر الآخر أنَّه ليس هناك ما يميز المساحة الأرضية عن غيرها من الأصناف التي ذكرنها لنجعلها صنفًا منفردًا. فالمساحة الأرضية تعتمد على علوم وتقنيات المساحة المستوية، والمساحة التصويرية، والمساحة الجيوديسية وغيرها. فقد توظَّف المحطة المتكاملة في بعض القياسات، ويستخدم الـ GPS في أخرى، وتوظَّف الصّور في مواضع بحسب حال المشروع المنجز، كما قد يهمل فيها إنحناء الأرض وقد لا يُهمل.
وسيظل تصنيف العلوم والمعارف من أصعب الأمور على العارف بها لما فيها من تداخل، ولكثرة الوجوه التي يمكن تقليبها عليها كما قلنا من قبل، ولعجز عقل الإنسان أن يلمَّ بشيء يسيرٍ منها.... ولله في خلقه شؤون. [b]